في كل مناحي الحياة هناك أولويات لا بد من البدء بها أولاً، والطالب المتفوق هو من رسم لنفسه أولويات يسلكها تباعاً سواء من المواد الدراسية أو في مسألة الوقت ... إلخ.
أولويات المواد الدراسية :
بين يدي الطالب العديد من أشكال المواد الدراسية، فمنها ما هو سهل ومنها ما هو صعب، ومنها ما هو مرغوب في دراسته ومنه ما هو غير مرغوب بدراسته، والمشكلة أنه لا خيار أمام الطالب، فجميع المواد السهلة والصعبة، المرغوب فيها وغير المرغوب فيها، جميعها تحتاج إلى دراسة والحصول على علامات مرتفعة لبلوغ التفوق ..
والسؤال الذي يطرحه الطالب على نفسه ... من أين أبدأ ؟
لذلك يأتي قانون الأولويات ليمهد الطريق أمام الطالب ويجعله ميسراً، وقد ابتكر أحد الخبراء المهتمين بهذه المسألة قاعدة أساسية مهمة للعمل وفق قانون الأولويات وتسمى هذه القاعدة (20/80) فقد لاحظ الخبير أن الأعمال التي يقوم بها الإنسان في يوم ما، ما هي إلا (20) بالمائة منها متعادلة في أهمية الـ (80) بالمائة الأخرى.
لذلك ينصح الخبير بأن نسأل أنفسنا دائماً السؤال .. ما هو أهم شيء استغل فيه وقتي الآن استغلالاً مثمراً ...؟.
إذا كنت تريد عمل شيئين (أ-ب) فلابد لك من أن تختار "أ" أو "ب" وعليك هنا أن تختار الأهم من بينهما، وأيهما تستثمر فيه وقتك خير استغلال، وأي شيء غيره تعمله في ذلك الوقت فهو إضاعة للوقت إلى حد ما، لأنه لا يوجد أبداً وقت لعمل كل شيء وإنما يوجد دائماً الوقت لعمل المهم.
إبدأ دراستك بالمواد الصعبة والتي لا ترغب بدراستها :
( إن هبت أمراً فقع فيه )
يواجه العديد من الطلبة مواد صعبة لا يرغبون بدراستها ويعملون حينها إلى تأجيل دراستها لوقت آخر، ويتفاجئ الكثير من الطلبة أنهم على مشارف الامتحانات وهم لم يتمكنوا بعد من تعلم واستيعاب تلك المواد ... فما العمل اذن ..؟.
في الحقيقة تشكل المواد الصعبة بالنسبة للطالب جداراً كبيراً للألم، وبنفس الوقت يبحث عن المتعة في النجاح والتفوق، لذلك فلا مناص أمام الطالب إلا تحطيم ذلك الجدار والوصول إلى التفوق.
وتحطيم جدار الألم من المواد الصعبة، يبدأ من الرغبة والاهتمام التدريجي نحو هذه المواد وصحيح أنها خطوة قد تكون صعبة إلا أنها أساسية، ويوصي علماء النفس في مثل هذه الحالة أن تتولد لدى الطالب القوة الذاتية التي تحفزه لدراسة هذه المواد دراسة جادة وشاقة، ومهما عانى الطالب في البدايات إلا أن النتيجة ستكون النجاح والتفوق، ومنه فلا شيء يخلق الاهتمام بشيء مثل النجاح فيه.
ومما يساعد الطالب أيضاً في تجاوز مشكلاته في المواد الصعبة، دور كل من المعلم في المدرسة بالاضافة الى الوالدين في المنزل من خلال تشجيع الطالب على تجاوز مشكلاته في المواد الصعبة، ولا بد هنا من تدعيم سلوكه بشكل إيجابي أي لا بد من استخدام التدعيم الإيجابي لتعديل سلوك الطالب تجاه دراسة المواد الصعبة فقد أثبتت الدراسة التربوية والنفسية فعالية التدعيم الإيجابي في تطوير قدرات الطالب الدراسية.
أولوية تنظيم وقت الدراسة :
لما كانت هناك أوقات تكون فيها الدراسة فعالة، كأوقات الصباح الباكر وساعات المساء الأولى والتي يكون فيها الذهن متفتح حتى أقصى الحدود، وجب على الطالب عدم تأجيل الدراسة في مثل هذه الأوقات، وعليه أيضاً استخدام هذه الأوقات لمذاكرة المواد الصعبة والمواد التي تحتاج إلى حفظ.
وتشير الباحثة الدكتورة سناء سليمان أنه لتحديد مواعيد الدراسة الناجحة، يجب مراعاة الأمور التالية:
- أن تكون الدراسة في الأوقات التي يكون فيها الطالب نشيط الذهن والجسم.
- تجنب الدراسة بعد الأكل مباشرة.
- أخذ فترة راحه عشرة دقائق تقريباً بعد كل ساعة من الدراسة.
- أخذ فترة راحة لمدة نصف ساعة بعد كل ثلاث ساعات من الدراسة.
- أن يدرس الطالب يومياً سواء كانت هناك واجبات مدرسية أو امتحان أو لم يكن.
- أن يدرس في مواعيد يومية ثابتة، لتتكون لدى الطالب عادة الجلوس إلى المكتب في مواعيد معينة كل يوم .
- عدم الدراسة حتى ساعة متأخرة من الليل .
- يجب على الطالب أن يعطي لنفسه سبع ساعات من النوم العميق يومياً على الأقل.
- التوقف عن الدراسة حين يأتي وقت النوم، لأن الدراسة مع الارهاق فائدتها محدودة.
- عدم الإفراط في تناول الشاي أو القهوة أو بعض المنبهات كوسيلة للتنبيه ويمكن تناول بعض أنواع العصير أو الفاكهة حتى تزود الجسم بالنشاط .
جدول الأولويات :
يعتبر جدول الأولويات من الوسائل المساعدة للطالب في توضيح خطة دراسته اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية، فمن خلاله يسأل الطالب نفسه .. ما هي المواد الواجب دراستها فوراً ..؟. وما هي المواد غير المستعجلة ..؟ وما هو اليوم المناسب للقيام ببحث مدرسي على سبيل المثال ..؟.
وأسئلة كثيرة يمكن أن يطرحها الطالب على نفسه ... إلا أن هذه الأسئلة كي تنتظم وتحقق النتائج المرجوة منها لا بد من ترجمتها إلى جدول أولويات يوضح للطالب الطريق نحو تحقيق هدف دراسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق